السلطان رجب طيب أردوغان!
وهذه المرة، سنحلل تركيا، الدولة ذات النفوذ الإقليمي.
فيما يلي ملخص للمقال الكامل – للراغبين في معرفة المزيد، يمكنهم قراءة المقال بالكامل.
ملخص المقال:
تركيا، بقيادة أردوغان، منخرطة في سوريا بدوافع استراتيجية وطموحات أيديولوجية، خاصةً لكبح الأكراد، توسيع نفوذها الإقليمي، وتعزيز مفهوم "العثمانية الجديدة". هذه السياسة تخلق توترات مع إسرائيل، لا سيما بسبب دعمها لحماس وترسيخ وجودها في سوريا، لكن في الوقت نفسه، هناك تعاون اقتصادي بين الطرفين.
وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن تستمر العلاقات بين البلدين تتراوح بين التنافس السياسي والمصالح المشتركة، مع إمكانية حدوث مواجهات إضافية أو تحسن تدريجي في المستقبل.
المقال الموسع:
تركيا بين الاستراتيجية والأيديولوجيا: تحركاتها في سوريا وانعكاساتها على إسرائيل!
بقلم: منير الظاهر
مقدمة:
تتبنى تركيا، تحت قيادة رجب طيب أردوغان، سياسة إقليمية ديناميكية تعكس مزيجًا بين المصالح الاستراتيجية والطموحات الأيديولوجية. فمنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، انخرطت أنقرة في النزاع بشكل مباشر بهدف تحقيق أهداف عسكرية، سياسية واقتصادية. السياسة التركية في المنطقة تتراوح بين استخدام القوة العسكرية، دعم الجماعات المسلحة، التعاون مع لاعبين إقليميين، وتقديم نفسها كـ"قوة منقذة" للعالم الإسلامي.
الانخراط التركي في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام يخلق تحديات وفرصًا لإسرائيل. فمن جهة، هناك تضارب في المصالح في القضايا الأمنية، ولكن من جهة أخرى، هناك دوافع للتعاون الحذر.
التدخل التركي في سوريا:
1. كبح الأكراد – الهدف الاستراتيجي الأبرز!
يعدّ الخوف من تنامي قوة الأكراد، ولا سيما حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) المرتبط بحزب العمال الكردستاني (PKK)، العامل الرئيسي وراء التدخل التركي في سوريا. وقد نفذت أنقرة عدة عمليات عسكرية رئيسية:
"درع الفرات" (2016-2017): استهدفت طرد داعش ومنع إقامة ممر كردي على طول الحدود.
"غصن الزيتون" (2018): غزو منطقة عفرين لمنع سيطرة الأكراد على شمال غرب سوريا.
"نبع السلام" (2019): هجوم على الأكراد في شمال شرق سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية.
من خلال هذه العمليات، أنشأت تركيا مناطق سيطرة في شمال سوريا حيث تبني البنية التحتية، تفرض الأمن المحلي، وتعزز وجودها الاقتصادي والاجتماعي.
2. توسيع النفوذ الإقليمي و"العثمانية الجديدة"!
يسعى أردوغان لاستعادة نفوذ تركيا في العالم الإسلامي عبر "العثمانية الجديدة"، وهي رؤية تعتبر تركيا امتدادًا للإمبراطورية العثمانية.
تدعم تركيا جماعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين لتوسيع نفوذها.
تتدخل في سوريا، ليبيا، العراق وحتى إفريقيا لتعزيز مكانتها كقوة إسلامية مهيمنة.
يقدم أردوغان تركيا كحامية للأمة الإسلامية، مما يجذب دعمًا من بعض الدول العربية لكنه يثير صراعات مع مصر، السعودية، وإسرائيل.
3. العلاقات الاقتصادية – أداة لترسيخ النفوذ!
إلى جانب القوة العسكرية، تستخدم تركيا الاقتصاد لتعزيز نفوذها:
الاستثمارات في شمال سوريا: بناء الطرق، المدارس، والمؤسسات الصحية.
السيطرة على مصادر المياه: التحكم في سدود نهري الفرات ودجلة يؤثر على إمدادات المياه لسوريا والعراق.
التحالف مع قطر:
شراكة اقتصادية تمنح أنقرة مجالًا أوسع للمناورة إقليميًا.
تركيا وإسرائيل: صراعات ومصالح مشتركة!
1. الصراعات الاستراتيجية:
دعم تركيا لحماس:
يقدم أردوغان مساعدات مالية وسياسية للحركة.
الوجود التركي في سوريا:
قد يهدد جهود إسرائيل لمنع نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله وإيران.
التحالفات الإقليمية:
تتعاون إسرائيل مع اليونان، قبرص، ودول الخليج لكبح النفوذ التركي.
2. التعاون الاقتصادي والدبلوماسي:
رغم التوترات السياسية، تبقى العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا قوية:
حجم التبادل التجاري السنوي يصل إلى مليارات الدولارات.
تصدر إسرائيل إلى تركيا تقنيات زراعية ومنتجات دفاعية.
تستفيد تركيا من إمدادات الغاز الإسرائيلي عبر اتفاقيات إقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، رغم التصريحات العدائية من أردوغان، هناك اتصالات سرية بين البلدين بشأن قضايا أمنية وإقليمية.
نظرة إلى المستقبل: ما الذي ينتظر العلاقات التركية-الإسرائيلية؟
على المدى القريب، يُتوقع أن تستمر العلاقات في التوتر الدبلوماسي إلى جانب التعاون الاقتصادي. أما على المدى البعيد، فهناك عدة سيناريوهات محتملة:
1. تصعيد الصراعات:
إذا كثفت تركيا دعمها لحماس أو زادت تدخلها العسكري في سوريا، فقد تتخذ إسرائيل إجراءات دبلوماسية وربما عسكرية.
2. الحفاظ على الوضع الحالي: علاقات متوترة لكنها غير مقطوعة بالكامل بسبب المصالح الاقتصادية.
3. تحسن تدريجي:
إذا جاءت حكومة تركية أكثر اعتدالًا في المستقبل، فقد يكون هناك تقارب بين البلدين.
خاتمة:
تواصل تركيا، بقيادة أردوغان، العمل في الشرق الأوسط بدوافع استراتيجية وطموحات أيديولوجية. تدخلها في سوريا يعكس رغبتها في توسيع نفوذها وتعزيز صورتها كقوة إسلامية رئيسية.
وبالنسبة لإسرائيل، تُشكل تركيا خصمًا سياسيًا لكنها قد تكون أيضًا شريكًا محتملاً، بحسب التطورات الإقليمية.
ورغم التوتر السياسي، تظل المصالح الاقتصادية والأمنية عاملاً يربط بين البلدين.
ويبقى السؤال الكبير: هل ستستمر تركيا في سياستها الحالية أم ستضطر إلى تغيير توجهها تحت ضغوط إقليمية ودولية؟